أحد أجمل ما يكوّنه تكامل الإيجابية والتوكل هو الشعور بالاتزان. حيث تحرك التقوى بوصلة التفكير ليستلهم الإنسان السداد في القول والفعل، فيتحد مع سنة الكون في الإحسان إلى أهل الخير، وتتخذ قرارة النفس ما يجعل الحب غير مشروط ويسبق حسن الظن النقيض من الاحتمال
إن الاتزان في الإيجابية يخلق تلقائية من الامتنان وسرعة بديهة في الحوار، حتى يصبح قوة مُحْكمة للتأثير المبشر بالخير خلال ما يجول إليه الحديث، ويصدق الإنسان في التعبير عن ذاته الحقيقية، فكل شكر تأصيل لمعدن القلب و الخاطر في استشعار الإحسان
عند الركض في مسار التوكل، يصفو الذهن من شوائب الظنون، وتتسم رؤية القلب بنقاء رباني ورضى بما قسمه الله لنجاح اليوم أو الأسبوع أو السنة. من أجل ذلك يسعد المفكر بالتخطيط وأخذ أسباب التسلسل والتقدم، والإقبال على التحدي بوجه بشوش وذهن صافي ولسان صدوق. على الإنسان أن يحب الواقع وأن يستفيد من كل دقيقة ليكون الحاضر أجمل وقت للاستثمار في المستقبل وتربة بيت الأسرة
فليسعد الإنسان برفقة من يحاكي جمال أسماء الله الحسنى. فليتنفس بالصبح ذلك القلب الذي يسعد برؤية العابرين في أطيب حال. فليكدح الفرد في سبيل تحقيق الذات بما يتوافق مع مكنون الرضى بالقدر، فلا ارتباك ولا حسرة ولا تعلق. عش لحظات يومك بكل ما أوتيت من حكمة ونمّي قدرات ما بين جنبيك لتكون وجوداً قيماً في الوجود